ردَّ أمين المؤتمر الدولي الثالث لنخب المنابر الشيعية على رسالة آية الله أعرافي، مدير الحوزات العلمية في جميع أنحاء البلاد.
وفقًا لتقرير أمانة المؤتمر الدولي لنخب المنابر الشيعية، ورد في نص رسالة داود منافي بور، أمين المؤتمر الدولي الثالث لنخب المنابر الشيعية، إلى آية الله أعرافي، مدير الحوزات العلمية في البلاد، ما يلي:
” بسم الله الرحمن الرحیم
فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَاْيۡـَٔسُواْ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ”
حضرة آية الله أعرافي، دامَت بركاته
وصل بيانكم المهم والحكيم إلى مسامع ونظر المشاركين في الملتقى الدولي الثالث لنخباء منابر الشيعة، بما في ذلك العلماء والمفكرين من 45 دولة، وأساتذة الجامعات والحوزات، ومسؤولي المجمع العالمي للسيد علي الأصغر (عليه السلام)، والفنانين في كربلاء المقدسة.
مع زيادة الشكر على هذه البصيرة الواسعة، يجدر بي أن أبلغكم أن هدفنا من هذه الدعوة الكبيرة وهذا التجمع غير المسبوق في أرض كربلاء المقدسة هو الكشف عن ثلاث قوى شيعية عظيمة نعتقد أن استخدامها لإثراء منابر الشيعة أمر ضروري:
1- الكشف عن قوّة مظلومية الطفل الرضيع في كربلاء
هذه الظاهرة تجسّدت اليوم في صورة “اليوم العالمي للإمام علي الأصغر (عليه السلام)”، الذي امتدّ ليصل إلى ٨٠٠٠ تجمع كبير في ٤٥ دولة حول العالم
٢- الكشف عن الأبحاث المتعلقة بقميص الإمام الحسين (عليه السلام)
– تقديم خارطة طريق استراتيجية شاملة للشيعة حتى الظهور
تركز هذه الخارطة على جغرافية التمكين المرتبطة بكربلاء، بهدف توجيه الجهود الشيعية عالميًا بما يتماشى مع المبادئ والأهداف المستمدة من إرث كربلاء، وصولًا إلى الظهور المبارك.
كما تعلمون، وكما ذكرت في تقرير قدمته لكم سابقًا، فإن أحد العوامل التي لا يمكن إنكارها في اليوم العالمي للسيد علي الأصغر (عليه السلام) هو دور رمز طفل كربلاء الرضيع في التمهيد للظهور، وصيحة “بأي ذنب قُتِلَ؟” التي جعلت هذا السؤال الكبير يتردد في أذهان وألسنة الناس.
في عالم اليوم، حيث المستكبرون يسحقون البشرية بكل طغيانهم، أصبح سباق الأفكار أمرًا مسلّمًا به. ومن الواضح أننا في مدرستنا الحقّة بحاجة ماسّة إلى رمز يكون أولاً من صنع الله، وثانيًا يجمع كل مُثُل الإمام الحسين (عليه السلام).
فاليوم، حيث قادت مستكبرو العالم البشرية برموزهم الزائفة إلى حيرة الضلال وبؤس الجهل، يجب على التشيع أن يعرض للعالم مظلومية الحسين بن علي (عليه السلام) بكل جرأة، ويبرز قوة حبه وتفانيه أمام الإنسانية جمعاء.
في هذا المؤتمر، أعلنا دعوة للحكم والتقييم من قِبَل أهل الفكر والبصيرة بشأن الادعاء بأن قميص الإمام الحسين (عليه السلام) يستحق أن يكون الرمز الكامل لعاشوراء.
هذا الادعاء مدعوم بتكرار الإشارة إليه في جميع المصادر الخاصة والعامة، حيث ورد أن السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)، الشهيدة النبيلة، ستعرض قميص الإمام الحسين (عليه السلام) في أعظم محكمة إلهية في صحراء المحشر، وستصرخ إلى الله تعالى طلبًا للانتصار والانتقام
من الواضح أن هذا القميص المُعظَّم بقوة سماوية قادرة على إثارة الوعي، هو راية لإقامة الحجة في أعلى قمم الفرقان. إنه صورة تجسد نداء “هل من ناصر ينصرني”. إنه رمز رؤيته تولد التفكير، وأصالته دليل لا يترك للعالمين إلا التأمل والتفكير والسؤال، وللمجرمين الصمت والرعب. وهو مبني على وثيقة مصدرها النمو. إنه سمو العقل. إنه مصلح للاعتقادات والميول والتصورات.
مع خالص الشكر على لطفكم الكريم تجاه هذا المؤتمر والأبحاث المقدمة، أرجو من حضرتكم الكريمة إصدار دعوة في الحوزات العلمية في إيران والعالم بين الطلبة والباحثين لاستكشاف هذا القميص وهذه القوة الفريدة.
ويبدو أن دعوة لاستكشاف هذا القميص من خلال كتاب الله وسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وروايات أولياء الله (عليهم السلام) والتاريخ الموثق، يمكن أن تشعل حماسًا سماويًا وبرهانًا لا يمكن دحضه. هذه الجهود لن تفتح آفاقًا جديدة للبحث في التشيع الأحمر العلوي ومحبي آل الله (عليهم السلام) فحسب، بل بين جميع الأحرار في العالم
في الختام، ومع الشكر مرة أخرى على بيانكم، أود أن أذكر أن هذا القميص لديه القدرة على تشكيل وفاق عالمي لإنشاء نهضة بحثية حول عاشوراء في العالم.
سَیعلَمُ الّذینَ ظَلَموا أَی مُنقَلَبٍ ینقَلِبونَ
كربلاء المعلّى في يوم استشهاد داعي أمر الله، الإمام محمد الجواد (عليه السلام).