الدورة الرابعة من الاجتماع الدولي لنخب منابر الشيعة ستُقام في كربلاء المقدسة.
سفينة النجاة ترسو في كربلاء؛ بداية الرسالة العالمية لقميص الإمام الحسين عليه السلام
داوود منافیپور، أمين عام المجمع العالمي لحضرة علي الأصغر عليه السلام، أشار خلال المؤتمر الإعلامي المتعلق بإقامة اختتام الدورة الأولى من المهرجان الدولي سفينة النجاة في كربلاء إلى أن الطغاة في العالم قد أخضعوا البشرية لهيمنتهم، ويسعون لجعل جميع الناس عبيداً للحداثة قائلاً: الصهيونية العالمية ترتكب جرائم تجعل البشر في حالة من الذهول والدهشة؛ هذه الأعمال جزء من خطة عالمية تُدار بأيدي اليهود.
وَأَضافَ قائلاً: إِنَّ المذهبَ الوحيدَ والدولةَ التي وقفت بحزمٍ في مواجهة هذا التَّيار هي الثورة الإسلامية في إيران، وإنَّ دعم هذا النداء العالمي يستند فقط إلى سيد الشهداء عليه السلام.
منافیپور واصل قائلاً: اليومَ في العالم قد تشكَّلت صفَّان، وإذا أردنا أن نقفَ في صفِّ الحقِّ والعقل، فعلينا أن ندرك أنَّ حرباً عظيمةً على الأبواب؛ حربٌ يسعى فيها أصحابُ النزعاتِ الشمولية إلى إشعالِ نيرانِها.
وأَشارَ إلى قولِ الإمام الحسين عليه السلام: «مثلي لا يُبايِعُ مثلَ يزيد»، قائلاً: إِنَّ هذه العبارةَ هي بدايةُ الطريقِ الذي اخترناه؛ طريقٌ يحملُ رايةَ الحق، والتي يُجسِّدُها سيدُ الشهداءِ عليه السلام. إنَّه رمزٌ فوقَ ديني، عالميٌّ وملهم. لقد خرجَ عليه السلام لفضح يزيد، ونحن اليومَ نقفُ في نفسِ الطريقِ لمواجهةِ الظلم.
التحذير من خطر النزعة العثمانية الجديدة
منافيپور أكَّد أنَّ إحدى الخطط الرئيسية للصهيونية في العصر الحالي هي إثارة الفُرقة بين المذاهب الإسلامية، قائلاً: إنَّ ما يجري في سوريا هو جزءٌ من مشروع إحياء حكم بني أمية تحت راية مواجهة الشيعة.
وأضاف قائلاً: في الحرم المطهر للإمام الرضا عليه السلام، حذَّرتُ من أنَّ هذا التيار يسعى لإطلاق النزعة العثمانية الجديدة وإشعال فتيل الحرب العالمية القادمة.
الدور الحضاري للمرأة وجذور الحركة العالمية
أمين عام المجمع العالمي لحضرة علي الأصغر عليه السلام واصل قائلاً: قبل 23 عاماً، بدأنا حركة عالمية لشِيرخوارغان حسيني برؤية حضاريةٍ وبتَمحورٍ حول دور المرأة. في آخر الزمان، تكون المرأة هي التي تحدد الحدود بين الخير والشر؛ فهي كائنٌ قد وضع الله فيه القوة الربانية المُنزلة.
وقال: إنَّ القميصَ كرمزٍ لعاشوراء قد قُدِّمَ من خلال المرأة، وكانت أول من طرحه في القيامة الكبرى هي السيدة الصديقة الطاهرة سلام الله عليها. وقد أكَّدت مصادر الشيعة وأهل السنة هذا الحدث. كما تشير الروايات إلى أنه في ليلة الظهور، سيُعلن الإمام العصر عجّل الله تعالى فرجه الشريف قيامه من خلال تدفق الدم من هذا القميص.
قميص الإمام الحسين عليه السلام هو هوية عاشوراء
وأضافَ خلال المؤتمر الإعلامي قائلاً: في الاجتماع الأول لنخب منابر الشيعة، طُرِحَ هذا السؤال: «ما هو الرمز الكامل لعاشوراء؟»، وقد تم تقديم هذا القميص كرمز موثوق. ومنذ ذلك الحين، أكثر من 1600 شخص من النخب شاركوا في متابعة هذه الأبحاث في الحرم المطهر للإمام الرضا عليه السلام، قم، وكربلاء المقدسة.
وأشار منافيبور إلى أن الدورة الرابعة من الاجتماع تُقام أيضًا حول محور “قميص سيد الشهداء عليه السلام” باعتباره رمزًا للشيعة، مضيفًا: إنَّ المذهبَ الذي ليس لديه رمز يبقى غير فعّالٍ على الساحة العالمية، وهذا الرمز يمنحنا هويةً وصورةً واضحة. بينما الأعداء، فقد صنعوا رموزًا من الأكاذيب كالصليب والتنين وغيرهما، ونحن قد تخلينا عن الرمز الحقيقي.
وأشارَ إلى صدور بيانٍ من آية الله أعرافي، مدير الحوزات العلمية في البلاد، حول هذا الموضوع، مضيفاً: عندما كنتُ في حضرته، قدَّمتُ الأبحاث المتعلقة بقميص الإمام الحسين عليه السلام، وأكَّد سماحته على ضرورةِ الترميز لهذا الحدث.
انعقاد الاجتماع على مدى يومين وختام المأتم
أمين عام المجمع العالمي لحضرة علي الأصغر عليه السلام أشار إلى انعقاد الدورة الأولى من المأتم الدولي «سفينة النجاة» بمشاركة واسعة من النخب والمثقفين من جنسيات مختلفة، قائلاً: في هذا المأتم شارك ٢٥٠٠ شخص، ووصل إلينا حوالي ١٢٠٠ قصيدة، و٤٠ مقالة، وعشرات الأعمال المتميزة في مجالات مختلفة، منها القصة القصيرة والطويلة، المديح، التعزية، البودكاست، البوسترات وغيرها. كما تم حتى الآن نشر كتابين في مجالَي الشعر والتعزية بهذا الموضوع.
وأضاف قائلاً: إنَّ الاجتماع الدولي لنخب منابر الشيعة وختام المأتم «سفينة النجاة» سيُعقدان على مدى يومين متتاليين، في الخامس والسادس من شهر أرديبهشت.
وَاصلَ منافيبور قائلاً: إنَّ اليوم الأول سيُخصَّص لتقديم الأبحاث العلمية للنخب، في حين سيُقام في اليوم الثاني حفل ختام مهيب بحضور 550 مدعوّاً من 20 جنسية، وذلك بجوار الحرم المقدس للإمام الحسين عليه السلام. وقد دُعي جميع الفائزين في هذا المأتم إلى الاجتماع في كربلاء، حيث سيتم تكريمهم وتسليم جوائزهم.
مراسم “قراءة القميص” في ليلة الأول من محرم
منافيبور أشارَ في جزء آخر من هذا الاجتماع إلى البرامج المستقبلية لهذا المجمع، قائلاً: من بين البرامج المهمة المقبلة، إقامة «مراسم قراءة القميص» في ليلة الأول من شهر محرم. سيتم تنظيم هذا الحدث بشكلٍ متزامنٍ في مواقع مختلفة بمشاركة مسؤولي المجمع العالمي لحضرة علي الأصغر عليه السلام، حيث سيتم رفع رمز قميص سيد الشهداء عليه السلام عند غروب تلك الليلة.
وأضافَ قائلاً: في الثلاثين من شهر أرديبهشت، سيُعقد الاجتماع السنوي لألف مسؤول من المجمع العالمي لحضرة علي الأصغر عليه السلام في الحرم المطهر للإمام الرضا عليه السلام.
تأسیس المجمع العالمي لقميص الحسين عليه السلام
وأعلن قائلاً: اليوم تمَّ رسمياً تأسيس المجمع العالمي لقميص الحسين عليه السلام، والذي يهدف إلى تقديم راية نهضة منقذ البشرية إلى العالم، مستنداً إلى أبحاث علمية، وجعل صرخة مظلومية سيد الشهداء عليه السلام عالميةً من خلال هذا الرمز.
منافيبور أوضح قائلاً: لقد قمنا بدراسة مخطط التيار الصهيوني العالمي من خلال لوحة الأمويين، وأضاف: «الخريطة الاستراتيجية الشاملة للشيعة في العصر الحالي» تُعد من أهم الموضوعات التي نطرحها في هذا الاجتماع.
وفي ختام حديثه، أشار إلى أنَّ أحد الإجراءات المستقبلية لهذا المجمع هو انعقاد الاجتماع الدولي «للنساء المثقفات منابر الشيعة» من مختلف الجنسيات، لتوضيح الدور الحضاري للمرأة في خطاب عاشوراء، موضحاً أنه سيتم الإعلان عن تفاصيل أكثر دقة حول هذا الموضوع في المستقبل.
فيديو
تقرير مصور
